الفن يكتب: لست من الذين يفرحون لاعتقال النّاس


لست من الذين يفرحون لاعتقال الناس بقدر ما أتألم كثيرا لسماع مثل هذه الأخبار..

وأعترف أني تألمت كثيرا، وأنا أتوصل بهذه الأنباء التي تحدثت عن وضع أكثر 20 متهما بينهم موظفون ورجال سلطة ورجال أمن في ملف الزلزال القضائي في محاكم الدار البيضاء..

وكم وددت لو توبع جميع أو أغلب المتهمين في هذا الملف في حالة سراح، لأنهم إلى حد الآن هم أبرياء إلى أن يثبت العكس..

ثم ما معنى أن نتحدث كثيرا عن ترشيد الاعتقال الاحتياطي وعن الحرية كأصل لكننا واقع الحال يقول ربما عكس ذلك تماما؟..

كما أنه ما معنى أن يصبح الاعتقال أو الإدانة هو الأصل حتى لا يتهم القاضي بالارتشاء؟..

هذا لا يليق بسمعة بلد قطع أشواطًا متقدمة في إصلاح وتخليق منظومة العدالة مهما كانت بعض التجاوزات..

ثم لماذا نجعل من الانتماء إلى سلك القضاء أو إلى سلك الشرطة “ظرف تشديد” في وقت لا ننتبه إلى قطاعات أخرى تغول فيها الفساد والمفسدون دون أن يقوى أحد على مساءلتهم؟

- إشهار -

في كل الأحوال، إذا كان من الضروري أن يتابع ضابط شرطة في حالة اعتقال في قضية رشوة بألفين درهم أو حتى 5 آلاف درهم، فإنه من غير المعقول أن نتسامح مع “سياسي نافذ” سطا على أرض بطرق ملتوية قيمتها المالية تتجاوز 80 مليار سنتيم..

أكثر من هذا، ماذا نسمي هذه الملايير الممليرة التي تنزل من السماء مثل “التبروري” على سياسي آخر يختفي خلف مكتب دراسات والذي لبس إلا عضوا سابقا بالمكتب السياسي للحزب الذي يقود الحكومة اليوم؟

طبعا لست في حاجة إلى القول إن الأمر يتعلق هنا بتنازع مصالح وزبونية ومحسوبية حتى لا أقول شيئا آخر..

الكاتب: مصطفى الفن

إن الآراء الواردة في هذه المقالة، لا تـُعبّر بالضرورة عن رأي موقع "بديل"، وإنما عن رأي صاحبها حصرا.
أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد