الحروني ينعي محمد بنسعيد ايت يدر
وداعا الرفيق المقاوم الكبير والقائد اليساري محمد بنسعيد أيت إيدر (يوم 1 يوليو 1925 بتين منصور باشتوكة أيت باها – 6 فبراير 2024 بالمستشفى العسكري الرباط ).
توفي شيخ اليسار الرفيق محمد بنسعيد صباح اليوم الثلاثاء 6 فبراير 2024 بالمستشفى العسكري بالرباط، عن عمر يناهز 99 سنة.
عاش الفقيد طوال عمره مسيرة كفاحية ملؤها المقاومة عبر ربوع الوطن جنوبا وشمالا ضد الاستعمارين الفرنسي والاسباني من أجل الاستقلال، والنضال المتواصل ضد الاستبداد من أجل دمقرطة الدولة والمجتمع، مقدما تضحيات جسام وصلت الحكم عليه بالإعدام غيابيا لمرات كما عاش عقود بالمنفى بالجزائر وفرنسا.
الرفيق بنسعيد، المعروف اثناء المقاومة ضد الاستعمار باسمه الحركي “الشتوكي”، أسس حركة ” 23 مارس ” التي أعلنت عن نفسها يوم 23 مارس 1970 بمعية المناضلين اليساريين الشباب الغاضبين من تخاذل قيادات اليسار سليل الحركة الوطنية وعدم تحملهم المسؤولية السياسية اتجاه هجوم نظام الحسن الثاني على المحتجين سلميا ضد القرار المشؤوم لوزيره في التعليم يوسف بالعباس القاضي بإقصاء أبناء الطبقات الشعبية من متابعة دراستهم بالثانويات.
وخلال فترة المنفى بالخارج، استمر رفيقنا القائد بنسعيد في نضاله السياسي مع رفاقه، حيث كان يحمل الإسم الحركي جرير عبد الله، كان من مؤسسي جريدة “23 مارس” والساهر الاساسي على رقنها وتوزبعها.
استمر الرفيق في مسيرته النضالية قائدا لـ”حركة 23 مارس ” السرية إلى أن تم تأسيس “منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ” سنة 1983 إثر عودة المنفيين إلى البلد بعد العفو الملكي، وكان برلمانيا عن دائرة اشتوكة ايت باها باسم منظمة العمل لثلاث ولايات، كما ساهم في تأسيس اليسار الاشتراكي الموحد.
الأستاذ بنسعيد الإنسان، عرف بدماتة الأخلاق والترفع عن صغائر الامور، بالصبر وبسعة الصدر، واحترام الاختلاف في الراي، وابتسامته التي لا تفارقه، والثبات في الكلمة، وعزة النفس.. إنه الرجل القدوة.
هذا جزء يسير جدا من محطات حياة ذ. بنسعيد الرجل القوي الذي عاش مقاوما للظلم، لا يلين ولا يستكين، رافضا للاستبداد والاستعباد والذل، عاش محترما ومات محترما، شامخا شموخ شجرة الأركان السوسية.. وطوال حياته ” هكذا تكلم بنسعيد…”
لروح فقيدنا الرفيق محمد بنسعيد السكينة والسلام.
كل العزاء والمواساة لاسرته ابنه البار عثمان وزوجته المكافحة الفاضلة، صبرا جميلا لهم ولباقي أفراد عائلة الفقيد والرفاق والرفيقات بالحزب الإشتراكي الموحد والعائلة اليسارية وعموم الشعب المغرب في هذا المصاب الجلل.
العلمي الحروني