“أبي لم يمت”… فيلم مغربي يحكي عن “سنوات الرصاص”
عرض المخرج المغربي عادل الفاضلي، فيلمه الأول الطويل “أبي لم يمت” أمام جمهور الدورة الـ23 لـ”المهرجان الوطني للفيلم” في طنجة، الذي ينظّمه “المركز السينمائي المغربي”، واختتم اليوم الأحد 4 نونبر الجاري.
وتدور الأحداث في سيرك شعبي مفتوح، يزهو باللون والضوء وصخب الحياة؛ بطلها طفل يعيش مع والده في فضاء هذا السيرك الذي تتحرّك فيه شخوص مختلفة تلتقي في المعاناة اليومية مع قسوة العيش. يتطرّق العمل لفترة سنوات الرصاص.
الجميل هو دخول الجمهور عالمَ الفاضلي الساحر والإغلاق على نفسه داخل فضاء الاستوديو الذي احتضن الفيلم. عالم مغربي بنكهة عالمية، يحتفي بتناقضات الحياة، عنوانه السرد والخيال الخصب الذي يعبُر من خلاله المخرج إلى عالم الطفل “ماليك” المهتم بإيجاد والده الذي اعتُقل قسراً واختفى من دون أن يعرف أثره.
إنها صورة ملوّنة لأحداث صعبة ومرحلة دقيقة في تاريخ المغرب الحديث، يقول عنها الفاضلي إنها تضيء على مرحلة حاسمة، من دون تعمُّد إدانة أحد.
تمكّن المخرج من الاحتفاء بالحياة وسط عتمة الفعل الدرامي المتصاعد طوال الفيلم، فجاء مفعماً بالضوء والحركة، من دون السقوط في الملل، خصوصاً أنّ الممثلين أكّدوا حضورهم وكرّسوا متعة المشاهدة.
يختلف الفيلم عما عُرض من أفلام مغربية خلال المهرجان، ويمثّل حالة سينمائية جديدة في تصوير مغلق تقريباً داخل استوديو، لكنه مفعم بالتسامح ومتفائل بالمستقبل، بعدما دعا المخرج، بتصوّره الإخراجي الفني، إلى التصالح مع الماضي والتطلّع إلى الغد بألوان زاهية.
بين الابن والأب
طغت مقاربة الحب والتعلّق بالأب على الأحداث، من خلال “ماليك” (آدم رغال)، ولعلّها المحرّك الأساسي للفيلم، في مقابل توتّر علاقة الأبوة من خلال أب في السيرك يستغل عاهة ابنه. إنه وجه آخر لتناقضات الحياة ومعالجة الحب الأبوي الذي يتراوح ما بين المسؤولية وانعدامها، والحب والعنف، والتعلق الإنساني والتبعية المرضية.
إشارة إلى أنّ والد المخرج الفنان الراحل عزيز الفاضلي حضر بدور أساسي في الفيلم، بجانب ممثلين برعوا في أدوارهم، مثل نادية كوندة وفاطمة عاطف وعبد النبي بنيوي وعمر لطفي.
المصدر: جريدة الشرق الأوسط