قيّادي يحرج بنكيران بسبب بلاغ “الذنوب المعاصي”
عبّر القيّادي في حزب العدالة والتنمية، محمّد يتيم، عن رفضه للبلاغ الصادر عن الحزب بـ”شأن زلزال الحوز”، والموقّع باسم الأمين العام عبد الإله بنكيران، معتبرا إياه “شاردا وغير موفق”.
يُذكر أن إيغيل، إقليم الحوز (منطقة جبلية)، كانت بؤرة لزلزال بقوة 7 درجات على سلم ريشتر، يوم الجمعة الـ8 من شتنبر الجاري، والذي أدي إلى مقتل حوالي 3000 شخص وجرح ما يُقارب 6000 آخرين، بالإضافة إلى عدة خسائر مادية.
وضمن بلاغه، ربط الحزب بين الزلزال والمعاصي السياسية؛ إذ أورد: “يجب أن نُراجعَ، كي نرجع إلى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي”.
وقال يتيم، في نقد للبلاغ: “كان من المفروض أن يتناول الحزب الموضوع من زاوية سياسية واجتماعية بالأساس وأن يبتعد عن إثارة قضايا جدلية وكلامية”.
وأضاف أن نقطة “الزلزال والمعاصي” قد شوشت على باقي المواقف، “ومن الطبيعي أن تتحول عند عدد من خصوم الحزب إلى زاوية المعالجة الوحيدة والنقطة التي يسلط عليها الضوء”.
واعتبر يتيم أن البلاغ “غير موفق من زاوية ربط الزلزال بالذنوب والمعاصي”، موضحا أن “لا أحد يمكن أن يعلم ذلك إلا الله، ما لم يرد في القرآن والسنة صراحة ما يفيد أن طوفانا أو رياحا عاصفة أو خسفا كان عقوبة إلهية كما ورد في القرآن صراحة في عدد من الحالات”.
وتابع: “لا أحد يمكن أن يجزم أن أقدار الزلزال أو الفيضان أو الأوبئة أو الأمراض أو الأوبئة أو هذا الزلزال تعيينا أو ذاك هو عقاب من الله! بل إن القول بذلك والإيحاء به هو من باب التألي على الله”.
وأبرز أن “البيت الحرام نفسه غمرته المياه كم من مرة وواجه عواصف… وفي زلزال الحوز مراكش سقطت وتضررت مساجد ومدارس ومرافق عامة لا تقترف فيها المعاصي”.
استغراب يتيم
ولتأكيد الاستغراب من بلاغ الحزب، كتب يتيم: “وفي المناطق الجبلية الفقيرة التي ضربها الزلزال، الناس المتضررون أبعد بالمقارنة مع مناطق أخرى عن المعاصي والفساد الأخلاقي، وفي كل المناطق توجد استثناأت، بل إن بعض المناطق الجبلية والجنوبية هي معاقل لحفظة القرآن وبقاء الناس في الغالب على الفطرة والصلاح عموما وعلى القناعة بالقليل والكرم وغير تلك من الأخلاق التي تجد أصولها في الدين، فكيف يمكن أن نجزم أو حتى أن نحتمل بأن زلزال منطقة الحوز وتارودانت عقاب إلهي عن معاصي مقترفة. أو يمكن أن يكون كذلك؟”.
وأشار يتيم إلى أن “كل أعضاء الأمانة العامة يتحملون المسؤولية.. وما أعرفه أن الأمانة العامة التي كنت أشتغل فيها تعتمد البلاغات والبيانات الصادرة باسمها بصورة جماعية.. وفي غالب الأحيان يكون البلاغ أو البيان موضوع أخذ ورد”، مبرزا “البلاغ الأخير يظهر أنه تضمن فقرات من الكلمة الافتتاحية التلقائية للأمين العام، وكان من اللازم إعادة صياغتها بما يرفع اللبس الحاصل فيها، خاصة أن المكتوب أدق في التعبير عن المقصود من المنطوق المرتجل…”.
وشدد على أنه يعرف “أن عددا من أعضاء الامانة العامة الحاليين لا يقبلون ما تم تضمينه في البلاغ، وأعرف من خلال الممارسات السابقة أن مسودة البلاغ الصادر عن الأمانة العامة يتم تداولها بين الاعضاء حتى يتم الوصول إلى صيغة مدققة لا مجال فيها للبي وغير قابلة التأويل، لكن أن يصل الأمر بأحد القيادات التاريخية في الحزب إلى الاستقالة فذلك يعني شعورا بأن تدبير الحزب قد وصل لدرجة تستدعي دق ناقوس الخطر، ورغم ذلك أنا ضد فكرة الاستقالة وأرجو مراجعتها”.