“إدريس الفينا” يحدد أسباب تراجع نشاط البناء في المغرب
ذكرت الجمعية المهنية لمصنعي الإسمنت في المغرب أن نشاط البيع سجل تراجعا كبيرا، موردة أن مبيعات الإسمنت، بلغت خلال شهر أبريل ما مجموعه 716.483 طنا، مقابل 902.513 طنا خلال الفترة ذاتها من سنة 2022، وذلك بانخفاض نسبته 20,61 في المائة.
وحسب المعلومات التي وفرتها الجمعية فإن “مبيعات الإسمنت المتراكمة عند متم مارس 2023 بلغت أزيد من 3.24 مليون طن، أي بانخفاض نسبته 5.26 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من سنة 2022”.
وقال الاقتصادي المتخصص في قطاع العقار، إدريس الفينا، في تصريح لموقع “بديل”، إن “سبب تراجع استهلاك الإسمنت في المغرب هو الوضعية الاقتصادية الصعبة التي نمر منها، والمتسمة بتراجع القدرة الشرائية وغياب الرؤية”.
وشدد الفينا على أن مؤشر استهلاك الإسمنت هو من بين أهم المؤشرات في أي اقتصاد، والتي يمكن أن ترسم صورة واضحة عن وضعيته.
وأضاف الخبير: “نشاط البناء في كل دول العالم مرتبط بما يمكن تسميته بالصحة الاقتصادية، فأي تدهور اقتصادي يؤثر على القدرة الشرائية وبالتالي على قطاع البناء بشكل مباشر”.
وتابع الفينا: “جزء كبير من المغاربة يقتنون السكن من مدخراتهم، والأرقام الرسمية تؤكد تراجع هذه المدخرات منذ أزمة كورونا”، موضحا أن “الرؤية غير واضحة عند المغاربة، والأغلبية تتريث قبل أن تتخذ قرارا من هذا النوع، في انتظار وضوح الصورة أكثر في المستقبل”.
وجوابا على سؤال مدى ارتباط تراجع نشاط البناء بالقرار الحكومي المتعلق بدعم الأسر الراغبة في اقتناء السكن، أوضح الفينا، أن “انخفاض مبيعات الإسمنت في المغرب ليس له علاقة مباشرة بالتوجه الجديد الذي أقرته الحكومة في قانون مالية 2023 “.
وزاد الفينا: “هناك معطى أساسي يجب ألا نهمله، وهو ارتفاع أسعار عدد من المواد التي تحتاجها عملية البناء، فجميع المواد سجلت ارتفاعات مهمة على مستوى الأسعار، وهو ما كان له تأثير واضح على هذا النشاط”.