المغرب يخوض مواجهة تاريخية أمام إسبانيا
سيكون المغرب في مهمة تاريخية عندما يواجه بعد ظهر، اليوم الثلاثاء، ابتداء من الساعة الرابعة، منتخب إسبانيا على ملعب المدينة التعليمية بالدوحة في ثمن نهائي مونديال قطر 2022، إذ سيسعى لبلوغ دور الثمانية للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته الست بهذه البطولة العريقة.
في سنة 1986، كان “أسود الأطلس” بقيادة المايسترو محمد التيمومي والفنان عزيز بودربالة، أول فريق أفريقي وفي المنطقة المغاربية والشرق الأوسط، يبلغ ثمن نهائي العرس العالمي، فلا بأس إذا كان الرابع أفريقيا لبلوغ ربع النهائي بعد الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010).
ويتسلح زملاء حكيم زياش خلال المعركة أمام “الروخا” بطلة العالم 2010، بعدة عوامل أساسية أبرزها الجمهور و”جاليته” المغربية، فضلا عن مردوه المميز وأدائه الجيد في مباريات الدور الأول.
ويعول المدرب وليد الركراكي أيضا في مهمة بلوع ربع النهائي على اللاعبين المغربيين الناشطين بالدور الإسباني، وعلى خبرتهم ومعرفتهم الجيدة بالكرة الإسبانية، وأبرزهم أشرف حكيمي مدافع باريس سان جرمان منذ 2021 والذي ترعرع في مدريد وبدأ مسيرته الكروية مع النادي الملكي ريال مدريد، فضلا عن ياسين بونو حارس مرمى إشبيلية وصاحب جائزة “زامورا” لأفضل حارس مرمى في الليغا الموسم الماضي، وزميله في النادي يوسف النصيري، إلى جانب واعد برشلونة المعار إلى أساسونا عبد الصمد الزلزولي، وجواد الياميق (بلد الوليد).
وما يعزز من ثقة الركراكي هو من دون شك الأداء القوي والمردود الكبير الذي قدمه لاعبوه خلال الدور الأول، فصلابة في الدفاع وتماسك في خط الوسط وحرارة نارية في الهجوم. فقد أكد مزراوي أن “كل شيء ممكن الآن”، حتى أنه قال “يمكن أن نتوج أبطالا للعالم”، مضيفا: “إذا لم تكن لديك الثقة فلن تحقق هذا الهدف. أنا صادق فيما أقوله، يجب أن تحلم حلما كبيرا، إذا فعلت ذلك، ستتحقق أمورا كبيرة. إذا وثقت في الله لأن كل شيء باسمه، ستنال ما تسعى إليه وإن شاء الله نفوز بكأس العالم”.
إلا أن وليد الركراكي أقر بصعوبة الموقف، مشيدا خلال المؤتمر الصحافي عشية المباراة بمنتخب “الروخا” ولاعبيه المميزين، وطريقة لعبه الفريد من نوعه، مؤكدا بأنه سيواجه منافسا من بين “أفضل المنتخبات عالميا وأحد المرشحين للفوز باللقب”.
وقال أمام الصحافيين بمركز الإعلام الدولي في الدوحة: “إنه فريق لا يعاني من أي ضعف أو نقص، ويعرف كيف يرهق منافسيه والجمهور على حد سواء”، مؤكدا أن المغرب “يخوض رابع نهائي” له في مونديال قطر. لكن مدرب “أسود الأطلس” استدرك قائلا إن فريقه “ترك استحواذ الكرة لبلجيكا لكن ذلك لم يحرمه من الفوز في آخر المطاف”، مشيرا أن اليابان فازت على إسبانيا في دور المجموعات رغم أن نسبة امتلاكها الكرة لم تتعد 17 في المائة.
من جانبه، أوضح سيرجيو بوسكيتس أن مهمة فريقه “لن تكون سهلة أمام المنتخب المغربي”، مشيرا أن “أغلب اللاعبين يلعبون في أندية أوروبا، وطريقة لعبهم تتشابه إلى حد كبير مع المنتخبات الأوروبية”.
في الأخير، يمكن الإشارة إلى عامل إضافي من شأنه تعزيز النفس المغربي أمام إسبانيا: فقد اعتبر العديد من المراقبين والمختصين في الشأن الكروي أن خسارة لاعبي المدرب لويس أنريكي المفاجئة أمام اليابان في ختام منافسات المجموعة الخامسة (1-2) لم يخل من الحسابات. فقد أرادوا على ما يبدو إحراز المركز الثاني من المجموعة بدلا من الأول لأجل تفادي مواجهة البرازيل في ربع النهائي والأرجنتين في نصف النهائي، وقد يكون ذلك “استصغارا” بالمغرب.