الصراع بين الهندوس والمسلمين يتحول إلى وقود انتخابي في الهند
بديل.أنفو
يحتشد هندوسيون، اليوم الخميس 10 فبراير الجاري، من مختلف أرجاء الهند للصلاة في “أيوديا” بولاية “أوتار براديش”، قرب مسجد تُراثي هدمه قبل ثلاثة عقود متطرفون، وأدى ذلك إلى إثارة أعمال شغب طائفية تسببت في مقتل آلاف الأشخاص.
وكان هدم مسجد “بابري” المبني منذ قرون، قد هز الأسس العلمانية للدولة ومهد الطريق أمام تصاعد القومية الهندوسية بوصفها القوة السياسية المهيمنة.
ويتولى عمال حاليا تشييد معبد هندوسي في الموقع السابق للمسجد، ويخشى المسلمون من أن تؤدي الانتخابات المحلية المرتقبة في الولاية الأكبر من حيث عدد السكان، إلى تكرار لمثل تلك المحاولات في أماكن أخرى.
وقال أنيل ميشرا، العضو في الصندوق المشرف على مشروع البناء لـ”وكالة الأنباء الفرنسية” إنه “ليس معبدا عاديا” مضيفا أنه “معبد وطني يحمل مشاعر وأحاسيس الناس”.
في منطقة مجاورة منع الدخول إليها، يردد حشد من المؤمنين أدعية للإله رام، وهو من الأكثر عبادة بين الآلهة الهندوس، والذي يعتقد أنه ولد في هذا الموقع قبل آلاف السنين.
ولعب حزب الشعب الهندي (بهاراتيا جاناتا) بزعامة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، دورا محوريا في الحملة ضد المسجد الذي بنته سلالة المغول المسلمة التي حكمت معظم شبه القارة الهندية قبل قرون.
منذ هدم المسجد في 1992، أيد الحزب بحماسة بناء معبد للإله رام في مكانه وتجديد العديد من المواقع الدينية الأخرى.
والآن يبذل الحزب جهودا لتصوير نفسه حارسا لديانة الغالبية في الهند، وضمان إعادة انتخابه في ولاية أوتار براديش، حيث سيدلي أكثر من 200 مليون شخص بأصواتهم في انتخابات ماراثونية تمتد سبعة أسابيع اعتبارا من الخميس.
ويقدر محللون سياسيون أن أوتار براديش حاضنة للحكم الهندوسي المتشدد وأداة فاعلة في جهود حزب الشعب الهندي نحو التحول من هند علمانية إلى أمة للهندوس.
وعانت أوتار براديش من صعوبات خلال التراجع الاقتصادي الأخير للهند، مع انتشار واسع للبطالة من جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا.
غير أن حزب الشعب الهندي تمكن من حشد دعم فئات من الهندوس أشادوا بالحزب لإيفائه بوعد بناء معبد أيوديا.
ويتهم الوزير الأول في الولاية يوغي أديتياناث بتشجيع أعمال عنف نفذها محليون بحق مسلمي الولاية وإدخال قوانين تمييزية لتهميش هذه الفئة الدينية.
وعرف المتشدد البالغ من العمر 49 عاما بخطبه الدينية النارية ويعد خلفا محتملا لمودي، الذي يكبره بأكثر من عقدين.
وقد فرضت إدارته قانونا يجعل الزواج بين الأديان أكثر صعوبة، وأغلق مسالخ يديرها مسلمون لحماية الأبقار التي يقدسها الهندوس، فيما يقول منتقدون إنه تغاضى عن أعمال عنف موجهة ضد من يُتهم بتناول لحم البقر.
وتعتبر مدينة ماثورا القريبة من العاصمة نيودلهي على نطاق واسع بأنها مكان ولادة الإله كريشنا، ويقول هندوس متشددون إن مسجدا آخر من حقبة المغول بني جزئيا فوق معبد لذلك الإله.
وتُنذر تصريحات لشخصيات بارزة من حزب الشعب الهندي، بمواجهة دينية وشيكة في المدينة.
وقال مساعد يوغي، كيشاف براساد موريا الشهر الماضي إن “بناء المعبد الكبير يتواصل في أيوديا … (الآن) نستعد لماثورا”.
ومسلمو المدينة يشعرون بالغضب إزاء سنوات من التمييز خلال حكم بهاراتيا جاناتا، ويخشون مما قد يحمله انتصار انتخابي جديد.
وقال المواطن محمد يمين “لقد سجنوا شبانا مسلمين بتهمة الخيانة، ويمنعوننا عن تناول ما نريد وزادوا من خسارة وظائفنا بإغلاق محلات ومطاعم اللحوم”.