“حل ملف الصحراء”.. لزرق يرصد الإمكانات المتاحة وأثار ذلك على “المغرب الكبير”


أكد رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن “هناك رغبة كبيرة اليوم في طي ملف الصحراء المغربية”، الأمر الذي سيفتح أفاقا كبيرة ورحبة لعودة “حلم المغرب الكبير” الذي سيكون له اثر ملموس على شعوب المنطقة.

وتواصل رقعة الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء اتساعها، في سياق تحولات جيواستراتيجية تعيد تشكيل مواقف العديد من الدول إزاء هذا النزاع الإقليمي القديم.

وبعد الموقف الأمريكي الذي كسر جدار الصمت في 2020، توالت مواقف الدعم من عواصم كانت إلى وقت قريب تلتزم الحياد الدبلوماسي، مما يعكس تنامي القناعة الدولية بخيار الحكم الذاتي كحل جدي وواقعي.

في المقابل، يُظهر هذا التحول الدبلوماسي عزلة متزايدة لأطروحة الانفصال، ويضع خصوم الوحدة الترابية أمام واقع سياسي جديد لم تعد فيه لغة “تقرير المصير” وحدها كافية لتحريك المياه الراكدة.

ولم تعد الاعترافات الأخيرة مجرد بيانات دعم، بل باتت تُترجم إلى مواقف عملية، تشمل فتح قنصليات في الأقاليم الجنوبية، ودعم مشاريع تنموية تعزز من موقع الصحراء كجزء لا يتجزأ من التراب المغربي.

وشدد لزرق، على ان طي ملف الصحراء “لن يكون الا بجلوس الجزائر والمغرب في مفاوضات مباشرة لانهما طرفي النزاع الحقيقيين، بعيدا عن مناورات الجزائر بالدفع بكون جبهة البوليساريو طرفا أصيلا في النزاع”.

وقال لزرق، ضمن تصريح لموقع “بديل” إن “هذا المسار التفاوضي المباشر سيمهد الطريق لتفعيل اتحاد المغرب الكبير المجمد منذ عقود، وهو التكتل الذي قد يحظى باهتمام كبير في مخططات إدارة ترامب للمنطقة نظرا لمزاياه الاقتصادية الهائلة للولايات المتحدة”.

ويرى الأستاذ بجامعة ابن طفيل على ان “تكتلا إقليميا قويا يضم خمس دول بسوق موحدة، الذي يمكن أن تلتحق به مصر يتجاوز 200 مليون نسمة سيكون فضاء رحبا للاستثمارات الأمريكية في قطاعات متعددة كالطاقة المتجددة والتعدين والبنية التحتية”.

- إشهار -

ونبه لزرق إلى المصلحة الأمريكية في طي هذا الملف، موضحا أن تكتلا مغاربيا قويا “سيشكل فرصة نادرة لتحقيق التوازن الاستراتيجي أمام التغلغل الصيني والروسي المتزايد في المنطقة”.

واعتبر لزرق، أن هذا التكتل سيشكل “مكسبا استراتيجيا واقتصاديا للولايات المتحدة في سياستها الخارجية الجديدة”.

ومن المعلوم أن حل ملف الصحراء سيشكل مدخلا ضروريا لاستقرار إقليمي يضمن مصالح الولايات المتحدة الأمنية والاقتصادية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

ويؤكد الكثير من المتتبعين على أن النزاع المزمن بين المغرب والجزائر يشكل نقطة توتر دائمة، تعيق التنسيق في ملفات حيوية كالإرهاب والهجرة.

وتجدر الإشارة إلى ان المغرب يعتبر حليفا موثوقا لواشنطن، حيث يستضيف مناورات عسكرية مشتركة، ويلعب دورا محوريا في ملفات أمنية ودبلوماسية إقليمية.

ويمنح دعم مغربية الصحراء واشنطن حليفا أكثر استقرارا وقوة، ويتيح لشركاتها الاستثمار في منطقة غنية بالفرص، من الطاقات المتجددة إلى الربط التجاري بين إفريقيا وأوروبا، في مواجهة النفوذ الروسي والصيني المتصاعد بالمنطقة.

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد