تجدَّد الجدل حول جدوى تسقيف سن التعليم


أعاد رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أحمد تويزي، الجدل بشأن تسقيف سن التعليم والجدوى من هذا الإجراء، الذي خلَّف رفضا كبيرا، حين عبَّر عن تأييده لهذه الخطوة، خلال مشاركته في ندوة من تنظيم مؤسَّسة الفقيه التطواني بداية الأسبوع الجاري. وهو الموقف الذي استنكره كثيرون، معتبرين أنَّه “غير مبني على أي أساس علمي وواقعي”.

ودعا تويزي إلى مقاربة غير سياسية لهذا الملف، مؤكِّدا: “شخصا عمره خمس وأربعون سنة، انتهت مسيرته، هل هذا يستطيع تعليم أبناء المغاربة؟”، ووصف السماح بدخول من أسماهم “كبار السن” إلى مجال التعليم بـ”الكارثة”.

من جهته، استنكر القيادي في تنسيقية المطالبين بإلغاء تسقيف سن الولوج إلى التعليم، المهدي هاشيمي، هذا التصريح، معبِّرا عن رفضه الشديد للتدخُّل، الذي وصفه بـ”غير المسؤول”، للبرلماني المنتمي إلى حزب “الجرار”، مشدِّدا على أنَّ هذه الخطوة “تُكرِّس الإقصاء وتضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص المنصوص عليه في الدستور”.

وخلال مداخلته، لم يُخف تويزي رفضه التام لفكرة انخراط أشخاص تجاوزوا الأربعين في مهنة التدريس، مشيرا إلى أنَّ المنظومة التعليمية تتطلَّب كفاءات شابة، تَكوَّنت أكاديميا وتأهيلًا بيداغوجيا، وليس أفرادا “قضوا سنوات في مهن أخرى كالجزارة أو السياقة”، على حدِّ تعبيره.

ويرى هاشيمي، ضمن تصريح لموقع “بديل”، أنَّ تدخُّل تويزي “تضمَّن مجموعة من المغالطات الخطيرة، أبرزها ادِّعاؤه بأنَّ كل من تجاوز سن ثلاثين سنة ‘لم يتخرج حديثًا ويفتقر إلى الكفاءة’، وهو قول عار من الصحة ويُجانب الحقيقة، إذ إنَّ الآلاف من حاملي الإجازات والماسترات من خرِّيجي الجامعات المغربية، ومنهم من تخرَّج من المدارس العليا للأساتذة حديثا، تم حرمانهم من اجتياز مباريات التعليم فقط لأنَّهم تجاوزوا هذا السقف المجحف، رغم توفُّرهم على الكفاءة والتكوين الأكاديمي اللازم”.

وأضاف هاشيمي: “الأدهى من ذلك، أنَّ النائب البرلماني لم يتعامل مع الموضوع بروح المسؤولية المطلوبة، بل سعى إلى التشويش على مداخلة أحد نوَّاب المعارضة الذي طالب بإسقاط شرط السن انسجاما مع مقتضيات الدستور، وضمانا لحقِّ كل خرِّيج في التباري على الوظائف العمومية”.

- إشهار -

وشدَّد الناشط البارز ضمن تنسيقية الرافضين لتسقيف سن التعليم، على أنَّه “وبدل فتح نقاش جاد ومسؤول، عمد النائب إلى ممارسة التدليس باتهامه للأحزاب التي تدعو إلى إسقاط التسقيف بأنَّها تمارس ‘السياسة’ وتسعى إلى أغراض انتخابوية، في احتقار مقيت لفئة واسعة من الشباب المغربي المقصي من حقِّه المشروع”.

وتابع هاشيمي: “ما يزيد من فداحة تصريحاته، هو تهجُّمه الصريح على المقصيين واحتقاره لمسارهم، حين صرَّح أنَّ ‘المقصيين لا يصوِّتون’، في سلوك لا يليق بنائب من المفترض أن يحترم المغاربة، لا أن يُصادر حقَّهم الدستوري ويتمادى في طغيانه وعنجهِيته باحتقار الشباب المغربي وتصل به الفداحة إلى حدِّ إقصائهم من الحياة السياسية”.

وكان تويزي قد أشار إلى أنَّ “تصحيح امتحانات الولوج إلى مباريات التعليم كشف عن كوارث”، ومع ذلك تم قبول عدد من هؤلاء، مذكِّرا بتصريحات سابقة له في البرلمان عندما تم توظيف دفعة دون مباراة، حيث صرخ: “هل تأتون بأشخاص من الشارع لتعليم أبناء المغاربة؟”.

وعبَّر تويزي عن ثقته بأنَّ عملية إصلاح التعليم قد انطلقت فعلا، مشيرا إلى أنَّ “الاحتجاجات والمناقشات المرافقة لهذه التحوُّلات أمر طبيعي”، ما دام الورش مفتوحا على رهانات كبرى.

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد