هل يؤثر ترامب على ملف سبتة ومليلية؟

تستبعد الحكومة الإسبانية تأثير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على ملف سبتة ومليلية باتخاذ موقف لصالح المغرب، ويذهب بعض المحللين الى استحضار هذا الملف بسبب العلاقات غير الجيدة بين مدريد وواشنطن بسبب ملفات مثل فلسطين وأوكرانيا.
وكان الرئيس ترامب قد اعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية نهاية ولايته الأولى، وتعتقد أوساط اسبانية بوجود علاقة حوار بين الإدارة الأمريكية والرباط في ملفات ومنها الشرق الأوسط قد يحمل تأثيرا على العلاقات الثنائية المغربية-الإسبانية.
ونفى وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس في بحر هذا الأسبوع “أن يكون للانسجام الجيد بين ترامب والمغرب تأثير على إسبانيا في سبتة ومليلية”.
وتابع، ”لا على الإطلاق“، مشدداً على أن ”المغرب بلد صديق وشريك استراتيجي والولايات المتحدة كانت تاريخياً الحليف الطبيعي لجميع الأوروبيين“.
في المقابل، وعلى الرغم من أن الباريس يقلل من تأثير التطورات على سبتة ومليلية، إلا أن بعض المحللين يعتبرون أن موقف واشنطن وتطور العلاقة مع المغرب يمكن أن يؤثر على استقرار هذين المدينتين المستعمرتين من طرف اسبانيا، والتي تتمتع بالحكم الذاتي.
ويقوم التخوف على عوامل منها غياب الحوار بين مدريد وواشنطن بسبب الأزمة التي تمر منها العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. في الوقت ذاته، تعتبر إسبانيا من أشد المناهضين لسياسة ترامب في الملف الفلسطيني، حيث وجه رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز انتقادات حادة إلى ترامب بسبب مقترح تهجير الفلسطينيين.
- إشهار -
كما يقوم التخوف من نوعية رد فعل واشنطن على مدريد إبان الأزمات، فعندما تزعمت اسبانيا مناهضة سياسة واشنطن في العراق سنة 2004، أقدمت واشنطن على إعلان المغرب شريكا استراتيجيا للحلف الأطلسي. وهو القرار الذي أثار حفيظة مدريد رغم عضويتها في الحلف.
وترى اسبانيا سياسة ترامب بقلق شديد مثل تحويله ملفات شائكة حول النزاعات الحدودية الى ملفات عقارية، فقد اقترح تهجير الفلسطينيين نهائيا من قطاع غزة، ثم اقترح على أوكرانيا التخلي عن شرق الذي تحتله روسيا من أجل السلام.
ومن ضمن المعطيات الهامة هو ما كشف وزير الدفاع الإسباني الأسبق فدريكو ترييو مؤخرا بأنه إبان أزمة جزيرة ثورة صيف 2002 التي كادت أن تسبب حربا بين البلدين، اقترحت وزارة الخارجية الأمريكية على اسبانيا “التخلي عن الجزر الجعفرية لصالح المغرب” (إعادتها للمغرب).
من جهة أخرى، توجد معطيات تجعل اسبانيا نسبيا لا تقلق كثيرا إذا أخذ الموضوع بعدا مقلقا في حالة ما إذا جرى طرح هذا الملف. وعلى رأسها مناهضة الاتحاد الأوروبي حاليا لأي مقترح سياسي للرئيس ترامب، ثم وجود اليمين القومي المتطرف في اسبانيا “حزب فوكس” بزعامة سانتياغو أباسكال الذي له علاقات قوية مع البيت الأبيض. وأخيرا، لا يريد المغرب طرح هذا الملف في الوقت الراهن لأنه يسعى لضمان استمرار دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي حلا لنزاع الصحراء، بل وقبل لأول مرة في تاريخه بجمارك رسمية في مدينة سبتة.
المصدر: “القدس العربي”.