العثماني يوضح بخصوص الرسالة الملكية حول عيد الأضحى


تناسلت خلال اليومين الماضيين الخرجات التي تتساءل أو تستفهم حول الخطوة الملكية التي آهاب من خلالها أمير المؤمنين بالمغاربة عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى هذه السنة.

ويوم الأربعاء 26 فبراير الجاري، تلا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق رسالة من الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، أهاب فيها بالمغاربة عدم القيام بشعيرة عيد الأضحى هذه السنة نظرا للتحديات القائمة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة السابق عن حزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، لقد “تابعت باهتمام التعليقات وردود الفعل داخل المغرب وخارجه حول البلاغ الملكي الذي أصدره الملك محمد السادس بشأن شعيرة ذبح أضحية العيد. وأحببت أن أقدم التوضيحات التالية، والتي سبقني إلى بعضها بعض من أهل العلم أو من المدونين”.

وأضاف العثماني، ضمن تدوينة على صفحته الخاصة، “أولا لا يتعلق الأمر بإلغاء شعيرة عيد الأضحى، بل لقد ختم البلاغ بحث المغاربة بإحياء شعائره ‘من صلاة العيد في المصليات والمساجد وإنفاق الصدقات وصلة الرحم، وكذا كل مظاهر التبريك والشكر لله على نعمه مع طلب الأجر والثواب’، كما يقول البلاغ بالحرف”.

وتابع العثماني، في نفس السياق، “ثانيا؛ ولا يتعلق الأمر بمنع ذبح الأضحية بل بحث المغاربة على “عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: (هذا لنفسي وهذا عن أمتي)”. واستعمل البلاغ لذلك لفظ نهيب، فهو يهيب بالمواطنين تركها طواعية”.

وشدد العثماني على أن “الأهم هي العلة التي أودها البلاغ لهذا الحث، وهي مستويان: على المستوى الجماعي، هناك تحديات بيئية واقتصادية، أدت إلى تراجع كبير للثروة الحيوانيّة. وعلى المستوى الفردي، الظروف الصعبة، التي ستلحق ضررا بفئات واسعة من المغاربة، إشارة إلى الغلاء الفاحش في أثمنة الماشية”.

- إشهار -

وزاد، “لا يمكن أن نفهم سياق ما ورد في البلاغ إلا بمعرفة استحكام العادات الاجتماعية بالمغرب التي اقتضت اعتبار الأضحية ‘واجبا اجتماعيا’، مكلفا للأسر، أدى بالكثيرين إلى بيع ممتلكات ضرورية لشراء الأضحية. ولم ينفع في ذلك التوضيحات المتتالية بكونها سنة مؤكدة، وأن من لا يملك ثمنها لا حرج عليه”.

وختم العثماني موضحا، “ومما يبين تأثير الدعوة إلى عدم ذبح أضحية العيد على المواطنين، أن ثمن الماشية في اليوم الموالي في الأسواق نقصت بحوالي 50 بالمئة، ونقص ثمن اللحوم بحوالي 30 بالمئة. فكان ذلك أكبر تخفيف على فئات واسعة من المواطنين لم يعودوا يستطيعون العيش في ظل الارتفاعات الصاروخية للأسعار، وأمام فشل الإجراءات الحكومية في التخفيف منها”.

وكان الملك، أمير المؤمنين، محمد السادس قد قال في الرسالة التي تلاها وزير الأوقاف: “إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية”.

وشدد الملك على أن “القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود”.

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد