مول الحوت… الرجل الذي هز المغرب أكثر من الحكومة!

الشاب الذي فعل ما لم يفعله أحد !”
أيها السادة والسيدات… انسوا رؤساء الأحزاب، انسوا الوزراء، انسوا حتى الزعماء التاريخيين الذين ودعناهم منذ زمن… لدينا بطل جديد في الساحة، شاب مراكشي بسيط متوسط التعليم لكنه فعل ما لم يجرؤ عليه أحد: عبد الإله مول الحوت.
ما السر؟ لا أسرار، لا مؤامرات دولية، لا مخططات خفية لا طوابرية ولا عصابة …
فقط واقع بسيط جدًا: المغاربة يعانون من الغلاء منذ أكثر من ثلاث سنوات، والحكومة؟ الحكومة مشغولة… مشغولة بالصمت، بالصمت العميق، بالصمت الذي يجعلك تتساءل: هل نحن في دولة أم في ديرٍ للرهبان؟
عبد الإله المراكشي لم يفعل أكثر من أنه رمى بالقليل من الملح في الجرح النازف، والجيوب المثقوبة للبسطاء وما اكثرهم في هذه البلاد…
خرج إلى الشارع وتحدث عن الحقيقة التي يعرفها الجميع لكن لا أحد يجرؤ على نطقها: سلطة الوسطاء، أو كما يسمونهم في الأسواق… الشناقة الذين يغتنون على ظهر المساكين ويشعلون النيران في الأسواق بالقانون ومضاف إلى كل هذا صمت الحكومة وحتى تواطؤها مع الريع الذي لا يرحم احدا …
وبما أن المراكشي الشاب كان مسلحًا بمكبر صوت وهاتف محمول ووسائل تواصل اجتماعي تغلي… BOOM! أصبحنا أمام “تراند” سياسي واجتماعي واقتصادي!.
- إشهار -
في بلاد ماتت فيها السياسة، ونُقِل فيها العمل النقابي إلى العناية المركزة، وشيّعنا فيها آخر الزعماء إلى مثواهم الأخير منذ سنوات… جاء مول الحوت ليوقظ الجميع.
تحركت السلطات أخيرًا واستدعى الوالي مول الحوت إلى الولاية لمحاولة جمع الفضيحة … بعد ماذا؟ بعد أن تحولت أسعار السمك التي تحرق الفقراء والطبقة الوسطى إلى قضية رأي عام، وبعد أن أصبح المخطط الأزرق، واليوتيس، وكل هذه الشعارات الرنانة إلى مجرد مجرد فقاعة هواء وخدع بصرية ( بلوووف ).
لكن الحقيقة؟ الحقيقة أن المغاربة لم يعودوا يصدقون شيئًا… فمن وعود “تستاهلوا أحسن” إلى الواقع الذي يقول “تستاهلوا السمك بسعر الذهب!”، أصبح المواطن لا يملك إلا الصبر… لكن حتى هذا الصبر له حدود.
والمشكلة الحقيقية؟ أن الحكومة ليست فقط بلا حلول، بل بلا إحساس بالواقع. وكأن الوزراء في حفل تنكري مستمر منذ أربع سنوات، يرقصون ويحتفلون، غير مدركين أن القاعة تحترق وأن الموسيقى توقفت منذ زمن!
إلى متى؟ الله أعلم… لكن إذا كان مول الحوت هو الذي أيقظ الجميع، فماذا سيحدث عندما يقرر “مول الخبز” أو “مول الدجاج” أو “مول الكراء” أن يتكلم؟.