قبلة الأسير.. صورة تهز دعاية الاحتلال وتفضح ازدواجية الغرب


صورة الجندي الإسرائيلي الأسير، وهو يقبل رأسي عنصرين من المقاومة الفلسطينية أثناء مراسيم تسليمه للصليب الأحمر، تحمل دلالات عميقة تتجاوز لحظة عابرة بين أسير وآسريه، بل هي شهادة صادمة تهز المنظومة الصهيونية وتضع الغرب في موقف محرج أمام ادعاءاته الحقوقية. إذ كيف لأسير قضى أكثر من عام ونصف في قبضة المقاومة الفلسطينية أن يعبر عن امتنانه ووده لآسريه، بينما في الجهة المقابلة يرزح آلاف الأسرى الفلسطينيين تحت التعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال؟.

هذه الصورة أكبر من مشهد عاطفي، بل هي وثيقة تاريخية تكشف زيف الدعاية الصهيونية وتفضح تناقضات الغرب وتفتح الباب أمام إعادة النظر في شحنة النعوت التي أطلقت عقودا حول المقاومة الفلسطينية، لا سيما في الإعلام الغربي والإسرائيلي.

إليكم سبع دلالات للصورة الحدث:

1 تفكيك الدعاية الصهيونية:

على مدار عقود، سعت الدعاية الإسرائيلية إلى تقديم المقاومة الفلسطينية ككيان وحشي متعطش للدماء، فجاءت هذه الصورة لتكسر هذا القالب النمطي، إذ يظهر الأسير الإسرائيلي وكأنه بين أصدقائه، وليس في يد من يُفترض أنهم “إرهابيون” وفق الرواية الصهيونية. هذا المشهد يفضح الأكاذيب التي بُنيت عليها صورة المقاومة في الإعلام الغربي، ويؤكد أنها ليست حركة فوضوية تضرب بلا تمييز، بل قوة منظمة تمتلك ضوابط أخلاقية في معاملة الأسرى.

2 إنسانية المقاومة مقابل وحشية الاحتلال:

في الوقت الذي احتضنت المقاومة هذا الأسير، وعاملته بما يمليه الدين والأخلاق، يواجه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال أبشع أنواع التنكيل: تعذيب جسدي ونفسي، إهمال طبي متعمد، عزل انفرادي، واعتقال للأطفال والنساء دون محاكمة، والإهمال الطبي والغدائي الذان أوديا بحياة العديد من الأسرى الفلسطينيين.

هذه الصورة وحدها تسقط الادعاءات الإسرائيلية حول “أخلاق الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”.

3 الصدمة داخل المجتمع الإسرائيلي:

هذه القبلة تمثل صفعة للإسرائيليين الذين طالما سمعوا عبر إعلامهم أن أسرى المقاومة يتعرضون للتعذيب والتنكيل، ثم يجدون أحدهم بعد أكثر من عام ونصف، يطبع قبلة على جبين من أسره! كيف يمكن تفسير ذلك؟ هذا المشهد سيجعل قطاعات من المجتمع الإسرائيلي تعيد التفكير في دعايتها الرسمية، ويعزز باب الشك لديهم حول صحة ما يُروج لهم.

- إشهار -

4 إحراج الإعلام الغربي:

في السنوات الأخيرة، بدأ الإعلام الغربي في مراجعة بعض أطروحاته بشأن المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة والضفة. وهذه الصورة تقدم دليلا جديدا يصعب إنكاره على أن الرواية الصهيونية مليئة بالتناقضات، فكيف يمكن لمن يُتهمون بالإرهاب أن يعاملوا أسراهم بهذه الإنسانية؟ هذا المشهد سيضع الإعلام الغربي أمام تحدٍّ جديد في كيفية تبرير الموقف الإسرائيلي.

5 الغرب في مواجهة ادعاءاته الحقوقية:

على مدار عقود، صدّر الغرب نفسه على أنه المدافع الأول عن حقوق الإنسان، واضعا معايير وقوانين لمعاملة أسرى الحروب، مثل اتفاقية جنيف الثالثة التي تحظر التعذيب وسوء المعاملة. لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل يصمت هذا الغرب عن كل الجرائم بحق الأسرى الفلسطينيين، ويبرر حتى ما لا يمكن تبريره. هذه القبلة تحاكم هذا الغرب الذي يتشدق بشعارات الحقوق والحريات لكنه يخرس حينما يكون الضحية فلسطينياً.

6 المقاومة قوة أخلاقية:

هذه الصورة تُثبت أن المقاومة ليست فقط قوة عسكرية تواجه الاحتلال، بل منظومة تحمل مبادئ وقيما واضحة، حتى في أصعب الظروف. ورغم امتلاك الاحتلال لكل أدوات القمع والقتل، إلا أنه لم يستطع الانتصار في معركة الأخلاق، بينما استطاعت المقاومة، رغم الحصار والاستهداف، أن تقدم نفسها جهة تحترم القيم الإنسانية حتى في تعاملها مع أعدائها.

7 الأثر السياسي والاستراتيجي:

على المستوى السياسي، ستجعل هذه الصورة من الصعب على إسرائيل تسويق دعايتها المعتادة أمام العالم، خصوصا مع تزايد الأصوات المطالبة بمحاسبتها على انتهاكاتها. كما ستمنح القضية الفلسطينية مزيدا من التعاطف الدولي، إذ تظهر المقاومة بصورة أكثر إنسانية، وهو ما سيحرج حتى بعض الحكومات الغربية الداعمة لإسرائيل.

أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد