هل يساعد تقارب ترامب وبوتين في إنهاء ملف الصحراء المغربية؟

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تقلبات كبيرة في السنوات الأخيرة، حيث تباينت بين التوتر والتعاون، ومع تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة في يناير الماضي، برزت مؤشرات على تقارب محتمل بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقبل أيام، أجرى الرئيس ترامب مكالمة هاتفية “طويلة ومثمرة جدا” مع الرئيس بوتين، تم خلالها الاتفاق على بدء مفاوضات فورية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كما تبادلا الدعوات لزيارة بلديهما، مما يعكس رغبة في تعزيز العلاقات الثنائية.
ويبدو أن هناك تحولا في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، مع مؤشرات على تقارب بين الرئيسين ترامب وبوتين. ومع ذلك، يبقى من غير الواضح ما إذا كان هذا التقارب سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في السياسة الخارجية الأمريكية أو في الديناميكيات الجيوسياسية العالمية.
وبالنسبة لانعكاس هذا التقارب على قضية الصحراء المغربية، يرى رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية رشيد لزرق، أنه “قد يؤسس لوفاق في حل ملف الصحراء المغربية والعديد من الملفات التي كانت محط مزايدة بين الدولتين”.
وأكد لزرق بشدة، ضمن تصريح لموقع “بديل”، على أن “المفاوضات المباشرة بين المغرب والجزائر هي المفتاح نحو تسوية النزاع”.
وأضاف لزرق، “روسيا، التي كانت تستعمل الملف لمناكفة الولايات المتحدة التي اعترفت بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية عبر دعم مقترح الحكم الذاتي، قد تجد نفسها في موقف يدفعها إلى تبني موقف محايد أو داعم للحوار”.
- إشهار -
واعتبر الأستاذ الجامعي ان “التوازن بين الدولتين قد يؤدي إلى دفع الجزائر إلى التفاوض مع المغرب بشكل مباشر، وهو ما قد يفتح المجال لتسوية النزاع والحفاظ على مصالحهما الاستراتيجية في المنطقة”.
وتابع لزرق، ان هذا المسار من الممكن أن “يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة ويوفر جوا لتوافق الأطراف كافة على آليات التوصل إلى حل دائم، وهو الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.
ومعلوم ان الولايات المتحدة الأمريكية لعبت في السنوات الأخيرة دورا بارزا في الملف، ففي 2020 اعترف الرئيس ترامب بسيادة المغرب على الصحراء المغربية في خطوة مثيرة للجدل.
ويمكن لتقارب ترامب وبوتين أن يخلق بيئة دبلوماسية مواتية لتفعيل محادثات جديدة بين الأطراف المتنازعة، حيث يمكن للزعيمين استخدام نفوذهما لفرض بعض التنازلات خصوصا من الأطراف المتعنثة.