بناجح يكتب: مغول الزمان إلى زوال.. كما سقط مغول التاريخ

حين اجتاح المغول بلاد المسلمين، ظنوا أن بطشهم لن يُقهر، وأن سيوفهم ستحكم إلى الأبد، فدمروا المدن، وأحرقوا المساجد، وسفكوا الدماء، حتى خُيّل للعالم أن الإسلام قد انتهى، وأن الأمة لن تنهض من جديد. لكن سنة الله في الكون كان له تدبير آخر، فبعد عقود من الجبروت، سقط المغول وذابت دولتهم، بل وانتهى الأمر بكثيرين منهم إلى اعتناق الإسلام، ليتحولوا من غزاة مستكبرين إلى أتباع لدين من أرادوا استئصاله.
واليوم، يتكرر المشهد.. مغول العصر يمارسون نفس الوحشية ضد فلسطين ولبنان واليمن وقبلهم العراق وأفغانستان وغيرها، يظنون أن القوة ستحميهم إلى الأبد، وأن بطشهم سيمحو شعوبا بأكملها. يقتلون بلا رحمة، يهدمون البيوت، يحاصرون، يُهَجِّرون، ويسعون تلك الشعوب المسلمة من جذورها، كما فعل المغول ببغداد وبلاد الشام.
لكنهم يجهلون الحقيقة التي تجاهلها هولاكو من قبل: أن الظلم لا يدوم، وأن الباطل، مهما امتد، فإن له يوما يسقط فيه تحت أقدام الصامدين. وكما ظن المغول أن نهر دجلة سيظل يجري بدماء المسلمين، يظن الصهاينة اليوم أن فلسطين ستبقى تحت بطشهم، لكن فلسطين ليست للبيع، وأهلها ليسوا عبيدا، والأمة التي أسقطت المغول من قبل، ستسقط مغول الزمان، مهما طال ليل الظلم.
- إشهار -
وكما كانت بغداد والشام شاهدتان على سقوط الغزاة، ستكون القدس وغزة شاهدة على هزيمة آخر طاغية يظن أنه خالد على الأرض.