لزرق يكشف أهداف تصريحات ترامب حول تهجير الغزيين وأسباب الضغط على مصر والأردن


تعتبر تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين من غزة مثالاً واضحاً على استخدام التصريحات السياسية كأداة ضغط استباقية في المفاوضات. فمن خلال طرح مواقف متطرفة والتلويح بسيناريوهات قاسية، يسعى ترامب إلى تهيئة الأرضية للمطالبة بتنازلات أقل حدة في المستقبل، معتمداً على أن أي حل وسط سيبدو أكثر قبولاً مقارنة بهذه التصريحات المتشددة.

 

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    ومباشرة بعد اعلان وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية -وعلى رأسها حركة حماس- وإسرائيل صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الفلسطينيين لا يمتلكون خيارا بديلا عن مغادرة قطاع غزة، مشيرا إلى رغبته برؤية الأردن ومصر تستقبلان سكان القطاع.

     

    وقال ترامب: “أريد أن أرى الأردن ومصر تستقبلان فلسطينيين من غزة، لا بديل أمام سكان قطاع غزة إلا مغادرته”.

     

    وكانت مصر قد أعلنت في بيان صادر عن وزارة الخارجية أنها تعتزم تقديم تصور متكامل لإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية له.

     

    واليوم الأربعاء 12 فبراير الجاري، شدد الأردن -من جديد- على رفضه تهجير الفلسطينيين من أرضهم، مؤكدا إمكانية إعادة بناء غزة من دون مغادرة سكانها، وذلك بعد لقاء ملك الأردن عبد الله الثاني الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يطالب بالتهجير والسيطرة الأميركية على القطاع.

     

    وتعكس الاستراتيجية الأمريكية بهذا الخصوص، وفق رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، نمطاً متكرراً في التعامل مع القضية الفلسطينية، “حيث يتم استخدام التصعيد الخطابي كوسيلة للضغط وتغيير موازين القوى في المفاوضات”.

     

    وقال لزرق، ضمن تصريح لموقع “بديل”، “من خلال إثارة الجدل والمخاوف حول سيناريوهات التهجير، يتم محاولة خلق واقع جديد يمكن من خلاله فرض شروط وتنازلات قد تكون مرفوضة في الظروف العادية”.

     

    وأكد لرزق، على “الحاجة لتنسيق عربي لمواجهة  خطة ترامب بصورة قوية ومتماسكة من خلال عدة محاور رئيسية”، موضحا “على صعيد التكامل المصري-الأردني، نشهد تنسيقاً واضحاً بين البلدين في مواجهة الضغوط الخارجية، حيث يتشارك البلدان في رفض مخططات التوطين والتهجير، ويتجلى هذا الموقف في تزامن مواقفهما وتكاملها بشكل لافت”.

     

    - إشهار -

    وتابع الخبير والمحلل السياسي، “أما على مستوى الإستراتيجية الدبلوماسية المشتركة، فقد نجحت الدول العربية في الحفاظ على موقفها المبدئي دون الدخول في صدام مباشر، مع استخدام أدوات دبلوماسية مرنة للمناورة السياسية. كما برز التركيز على البعد الإنساني كنقطة توافق دولي، مما أتاح مساحة للحركة السياسية دون التنازل عن الثوابت”.

     

    وأعاد لزرق التشديد على “الحاجة اليوم للجامعة العربية للعب دور أساسي بغاية التوصل لموقف عربي موحد باعتبارها الإطار المؤسسي العربي، لمواجهة الضغوط على كل دولة بشكل منفرد”، مؤكدا على ان “القمة العربية هي الآلية لصياغة رد جماعي يعبر عن الموقف العربي الموحد”.

     

    واعتبر لزرق أن هذه الحاجة تتعزز، “في وقت تمارس الولايات المتحدة ضغطا هائلا في المجال الاقتصادي والسياسي للحصول على موافقة مصر والأردن، والاصطدام بالتوابث المتعلقة بالقضية الفلسطينية”.

     

    وختم لزرق تصريحه بالقول “السؤال المطروح الان هل يستطيع قادة العرب التوصل لموقف جماعي والصمود في وجه الضغوط الخارجية والحفاظ على مواقفها المبدئية؟ “.

     

    من جهتها أشادت حركة “حماس” اليوم الأربعاء، بموقف الأردن ومصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني وتأكيدهما على وجود خطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله.

     

    واعتبرت حماس أن موقف الأردن يمثل “امتدادا لموقفه في رفض مشاريع التهجير والتوطين والوطن البديل، والتي تسعى إلى طمس هوية شعبنا الفلسطيني وإنهاء قضيته العادلة”.

     

    وخلال سنة ونصف ارتكبت إسرائيل وبدعم أمريكي “غير مشروط” إبادة جماعية بغزة، خلّفت نحو 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

    أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد