كيف انتقلت الجزائر من دعم الأسد إلى “الهرولة” للقاء الشرع؟


بشكل غير مفهوم، وبعد ان حافظت على دعمها- منذ بداية أحداث 2011- لنظام الرئيس الهارب بشار الاسد، قام وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، بزيارة رسمية إلى دمشق التقى فيها القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع.

 

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    وتعكس هذه الزيارة انعطافة كبيرة في السياسة الخارجية الجزائرية، حيث يعتقد بعض المتتبعين أنها تمهيد لتحولات جوهرية في تعاطي النظام الجزائري مع التحولات العالمية والتحولات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقا.

     

    ورغم العزلة الدولية والعربية الكبير ة للنظام السابق حافظت الجزائر على علاقتها الوثيقة بنظام الأسد منذ اندلاع “الثورة السورية” عام 2011، وعبرت في أكثر من مناسبة عن رفضها لعزله، ورفضت قرارات الجامعة العربية التي كانت تدفع في اتجاه ذلك، قبل أن تقبل بعدوة سوريا إلى الجمامعة العربية سنة 2023.

     

    واعتبر بعض المتتبعين ان الموقف الجزائري الجديد هو موقف يتفاعل مع التحولات التي حدثت على الأرض بالفعل، وهو موقف “براغماتي مشروع”، في حين يرى أخرون ان هذا التحول الكبير جاء بسب غياب الرؤية الاستراتجيية للدولة الجزائرية والتي لم تتمكن على مدى سنوات من فهم التحولات والتفاعل معها بما تقتضيه المصلحة.

     

    وتفاعلا مع هذه المستجدات، اعتبر رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن “الجزائر متخوفة من التغيرات التي تقع إقليمياً ودولياً، لهذا فإنها تسابق الزمن للانقلاب على مواقفها بغية التكيف مع المتغيرات الجديدة عبر زيارة سوريا”.

     

    وأضاف لزرق، ضمن تصريح لموقع “بديل”، هذا التحول “يعكس حالة قلق عميق إزاء التطورات المتسارعة في لبنان وسوريا ما بعد نظام الأسد. ورغبةً في التكيف مع واقع جديد وتجنب العزلة”.

     

    ويرى الخبير والمحلل السياسي، ان هذا الموقف “يعكس تشتت الرؤى لدى الدولة الجزائرية”.

     

    - إشهار -

    وفي علاقة بالموقف المغربي، قال لزرق، “بخلاف المغرب الذي كان من أولى الدول التي دعمت الثورة السورية، فإنه يأخذ وقته في عودة العلاقات الدبلوماسية والتعاطي مع الواقع السوري الجديد”.

     

    وللمزيد من تسليط الضوء على الموقف المغربي، وفي محاولة لفهمه، أضاف لزرق، يرجع تريث المغرب في موقفه “إلى عقلانية الدبلوماسية المغربية، وانخراطه في إطار التنسيق مع الدول العربية، خاصة دول الخليج العربي بزعامة المملكة العربية السعودية”.

     

    وشدد لزرق على أن “حسابات إقليمية لم تتضح بعد، خاصة مع الشركاء الخليجيين”، وهو ما  “يُمهل المغرب الذي يعود للحذر وانتظار وضوح الرؤية في الموقف الخليجي، خاصة موقف سعودي واضح، قبل اتخاذ أي خطوات جدية نحو دمشق”، وفق تعبير لزرق.

     

    وختم الأستاذ بجامعة القنيطرة، “رغم أن بعض الدول العربية قد بدأت بالفعل في إعادة التواصل مع النظام السوري، إلا أن المغرب يفضل التريث والتنسيق مع شركائه الخليجيين، مما يعكس عمق العلاقات المغربية-الخليجية وأهمية التوافق الجماعي في القضايا الإقليمية المهمة”.

     

    وخلافا لموقف الكثير من الدول، لم تقطع الجزائر صلات التواصل الدبلوماسي الرسمي مع سوريا، وأبقت سفارتها لدى دمشق مفتوحة مثلما لم تغلق سفارة دمشق في عاصمتها.

     

    ولعبت الجزائر دورا محوريا في عودة “سوريا بشار الأسد” إلى جامعة الدول العربية ماي 2023، حيث عملت على تهيئة بيئة سياسية عربية مهدت إلى تبني وزراء الخارجية العرب قرار عودتها لشغل مقعدها في الجامعة، واستئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاتها.

    أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد