عزيز أخنوش وهندسة الحلول بين الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب

يوم الثلاثاء وأمام غرفة المستشارين قال رئيس الحكومة عزيز أخنوش نحن بحاجة إلى صناعة الحلول وليس إلى التشاؤم هذه القولة تستحق التوقف عندها وتحليلها بعمق لأنها تلخص منهجية التفكير المطلوبة لمواجهة التحديات التي يمر بها المغرب فبدلًا من الاستسلام لمشاكل الواقع يجب أن نبحث عن حلول مبتكرة مدعومة بالعلم والتكنولوجيا وقائمة على رؤية استشرافية واضحة
من هنا وجدت نفسي أمام ضرورة مناقشة هذا الطرح ليس فقط من زاوية الاتفاق أو الاختلاف بل من منطلق اقتراح سبل عملية تجعل من هندسة الحلول ثقافة مجتمعية يشارك فيها الجميع من صناع القرار إلى الشباب الطموح ومن المؤسسات التقليدية إلى التكنولوجيا الحديثة وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي مفتاح المستقبل
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد خيال علمي أو ترف تقني بل أصبح عنصرًا جوهريًا في صناعة القرارات الاستراتيجية وهو ما تستفيد منه كبرى الدول اليوم فبفضل قدرته على تحليل البيانات الضخمة واكتشاف الأنماط وتوقع الأزمات قبل وقوعها يمكن لهذه التقنية أن تلعب دورًا محوريًا في حل مشكلات المغرب الاقتصادية والاجتماعية.
لكن السؤال المطروح هل نستغل فعليًا إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تدبير شؤوننا
رغم بعض المحاولات الخجولة في مجالات مثل التعليم الرقمي والخدمات الحكومية إلا أن المغرب لا يزال بعيدًا عن جعل الذكاء الاصطناعي محركًا رئيسيًا لاقتصاده وإدارته فالتكنولوجيا ليست رفاهية بل ضرورة تمليها سرعة العصر وإذا أردنا تطبيق مقولة أخنوش عن صناعة الحلول فعلينا التفكير في كيفية استخدام هذه الأداة لإيجاد حلول ذكية ودائمة لمشاكلنا الحالية والمستقبلية
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في صناعة الحلول
إذا أخذنا رؤية أخنوش بجدية فإن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكًا رئيسيًا في بناء الحلول عبر
- تحليل البيانات الضخمة واستخراج الحلول الذكية بدل الاعتماد على التخمين والاجتهادات الفردية
- تحسين الخدمات الحكومية وتقليل البيروقراطية عبر رقمنة المعاملات وتسهيل الإجراءات الإدارية
- تشجيع ريادة الأعمال عبر توفير بيانات السوق وتوقعات الاستثمار للمقاولات الناشئة
- دعم التعليم الحديث من خلال منصات تعليمية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم محتوى يتناسب مع احتياجات كل طالب
- خلق فرص عمل جديدة بدل الخوف من فقدان الوظائف فكل تطور تكنولوجي يفتح مجالات مهنية جديدة تتطلب مهارات متقدمة
الشباب المغربي بين التحدي والفرصة
- إشهار -
إذا كنا نريد أن نواكب التغيير فإن الاستثمار في الشباب ليس خيارًا بل ضرورة اليوم يواجه الشباب المغربي عقبات كثيرة في سوق العمل بسبب الهوة بين التعليم ومتطلبات السوق وغياب بيئة تحفز الابتكار الحل لا يكمن فقط في توفير فرص عمل تقليدية بل في تمكين الشباب من أدوات المستقبل مثل البرمجة تحليل البيانات والتكنولوجيا المتقدمة حتى يكونوا فاعلين في صناعة الغد وليس مجرد متلقين له.
يحتاج الشباب إلى ثلاثة أمور أساسية
- تكوين عصري يدمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي منذ مراحل التعليم الأولى
- تسهيل إنشاء المقاولات الناشئة عبر إزالة العراقيل البيروقراطية وتقديم دعم مالي حقيقي
- بيئة تشجع البحث والتطوير بدل الاعتماد على استيراد الحلول الجاهزة
زبدة القول
إذا كان الماضي هو ما صنع هويتنا فإن المستقبل هو ما نصنعه اليوم والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا هما أساس هذا المستقبل المغرب لديه كل المقومات ليكون رائدًا في هذا المجال لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا تم وضع الشباب والتكنولوجيا في قلب استراتيجياته التنموية.
إن قولة عزيز أخنوش يوم الثلاثاء أمام غرفة المستشارين ليست مجرد شعار بل دعوة إلى العمل ولن تتحقق إلا بقرارات جريئة واستثمارات حقيقية في التكنولوجيا والشباب لأنهما المفتاحان لأي نهضة حقيقية.
إذا ما شئت أن تحيا عظيمًا
فلا تبقَ رهينَ المستحيلِ
وكن للعلمِ دربًا لا يحيدُ
فبالعُليا تُصاغُ يدُ الجليلِ
دبي
سعيد ودغيري حسني