ترامب وغزة.. مناورة إعلامية لن تخفي حقيقة انتصار طوفان الأقصى


تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة حول غزة، كلها مناورات إعلامية، لكن بأهداف سياسية قريبة وبعيدة المدى.

    يمكنكم الاشتراك في نشرتنا البريدية للتوصل بملخصات يومية حول المقالات المنشورة على الموقع

    الاشتراك في النشرة البريدية

    ومثل هذه المناورات مؤطرة ومعمول بها كأساليب في التفاوض الاستراتيجي وفي الالهاء وإخفاء الحقائق على الأرض، وإرباك الخصوم المتنافسين.

    أولا، يحاول ترامب من خلال تصريحاته المفاجئة، إخفاء حقيقة الهزيمة الكبرى التي تعرضت لها إسرائيل في معركة طوفان الأقصى، وخروجها خائبة من غزة، ويحاول كذلك التشويش على الانتصار الذي حققته المقاومة في الهجوم يوم 7 أكتوبر 2023، كما في الدفاع طيلة 15 شهرا من العدوان الهمجي للجيش الإسرائيلي المسنود بكل الانظمة الغربية وعلى رأسها أمريكا، والانتصار في عملية التفاوض التي أفضت لوقف العدوان، إلى جانب التفوق الاعلامي والأخلاقي المتجسد في عمليات تسليم الأسرى الصهاينة.

    يحاول ترامب أيضا التغطية على الصمود الأسطوري لفلسطينيي غزة، وإصرارهم على البقاء في أرضهم رغم عدد الشهداء والدمار الكبيرين وانعدام شروط الحياة في غزة.

    فمن خلال تصريحاته حول التهجير والسيطرة على غزة، استطاع أن يحرف زاوية التناول الإعلامي حول مستجدات الحرب على غزة، من الانتصار العظيم للفلسطينيين ومقاومتهم، ومن الهزيمة العسكرية والاعلامية والأخلاقية لإسرائيل، إلى تحليل ابعاد تصريحاته ورسم سيناريوهات تنفيذها.

    - إشهار -

    ثانيا، يحاول ترامب ضخ فكرته المجنونة بالسيطرة على غزة وتهجير سكانها، في التداول الإعلامي والسياسي، لتحويل تعامل الدول والجهات المعنية بالقضية، إلى الدفاع، بدل الاشتغال على استثمار الانتصار الذي تحقق والبناء على تغير المعطيات في المنطقة، وقد بلعت معظم الدول والجهات المعنية “الطعم”، واستجابت لهدف ترامب، فسارعت فرادى ومتكتلة، إلى اصدار تصريحات بلاغات رفض التهجير، في وقت لم يكن أصلا هذا الموضوع مطروح على اجندتها، او على الاقل توارى الى الخلف بعد أن كسره انتصار المقاومة وصمود سكان غزة.

    وفي هذا التجاوب مع فكرة ترامب المجنونة، ارباك للدول المعنية، وخلخلة توازنها الدبلوماسي، وعلاقتها مع شعوبها، مما قد يكون له انعكاس على استقرارها، أو على خضوعها لاستفزازه وابتزاز ترامب في المستقبل.

    هكذا إذا بتصريحات مقتضبة، استطاع التاجر ترامب، أن يخلط الاوراق من جديد، ويشوش على نصاعة ووضوح الصورة التي تنقل الانتصار العظيم للمقاومة الفلسطينية في غزة، وفي وجهها الآخر تنقل مراسيم العزاء والتفكك في اسرائيل.

    لكن نجاح هذا الأسلوب في المناورة لإخفاء الحقيقة وارباك المتتبعين لها، ليس قدرا، وأن سعى للتحكم في سردية الأحداث وفي المبادرة عوض رد الفعل، وفي الهجوم عوض الاضطرار للدفاع، ذلك أنه كما غير صباح “السابع من أكتوبر” مجرى القضية الفلسطينية، وتاريخ المنطقة، يمكن بعملية أقل تكلفة ايقاف هرطقات ترامب وإبطال مفعولها، بشرط وعي ماذا يريد بالضبط من علاقته بالصهيونية وباليهود.

    أعجبتك المقالة؟ شاركها على منصتك المفضلة
    قد يعجبك ايضا
    اترك رد

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

    يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد