مناورات المتوسط.. هل هي بداية توتر عسكري بين الرباط ومدريد؟


بديل.آنفو- أجرى المغرب مناورات عسكرية مشتركة على مضيق جبل طارق رفقة القوات الأمريكية، مع ورود تقارير قادمة من الصحافة الإسبانية وعلى رأسها صحيفة الإسبانيول اليمينية، تتحدث مؤخرا عن أن الرباط تستعد لتنصيب صواريخ إسرائيلية الصنع بالقرب من مدينة سبتة المحتلة؛ في خطوة يرى فيها الإسبان على أنها تشكل تهديدا مباشرا لأمنهم القومي، بينما ترى فيه الرباط نوعا من توازن الردع العسكري في مقابل دول الإتحاد الأوروبي وإسبانيا تحديدا التي تسعى الرباط لكسر احتكار سيطرتها الوحيدة على مضيق جبل طارق المعروف بموقعه الجيوسياسي.

التقارير الإعلامية الإسبانية تحدثت أيضا عن أن المغرب يسعى لاستعراض عضلاته في منطقة شمال المغرب، ردا على إرسال إسبانيا تعزيزات عسكرية إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وصخرة الحسيمة النكور وأرخبيل جزر شافاريناش أو ما يصطلح عليه أيضا بالجزر الجعفرية.

وتتخوف إسبانيا من التقارب المغربي الإسرائيلي على مستوى تعزيز الشراكات العسكرية والإتفاقيات الدفاعية وتبادل الخبرات في المجال الأمني والإستخباراتي أو فيما يتعلق بالأمن السيبيراني، لاسيما بعد زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى الرباط وتوقيعه اتفاقيات عسكرية في هذا المجال وهو ما أثار مخاوف مدريد.

وكانت صحف ووسائل إعلام إسبانية سبق لها أن أوردت أنباء عن بناء قاعدة عسكرية إسرائيلية مخصصة لطائرات الدرون في مدينة مليلية المحتلة، وهو ما قابلته الرباط بصمت رسمي.

وحسب المنطق الجيوسياسي لمضيق جبل طارق، فيشير العديد من الخبراء إلى استحالة وقوع أي توتر عسكري بين الرباط ومدريد، نظرا لما قد ينتج عن ذلك من انفلاتات قد تعطل مستوى الملاحة البحرية سيكون لها تأثيرات سلبية خطيرة على مستوى ناقلات النفط مما قد ينعكس سلبا على التجارة الدولية.

ويقول سعيد إدي حسن الخبير في العلاقات المغربية الإسبانية والباحث في جامعة كوبلوتينسي إن أي نزاع مسلح سيشكل تهديدا خطيرا على التجارة العالمية وتهديدا لنقل الغاز والبترول الجزائري والليبي.

- إشهار -

وأوضح الخبير أن الأمر سيشكل عدم استقرار وتهديد للأمن القومي للإتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالهجرة السرية والجريمة المنظمة والمخدرات، وأن أي مواجهة مسلحة بين المغرب وإسبانيا ستفتح أبواب جهنم على أوروبا، مشيرا إلى أن كل من يقول بخلاف ذلك لا يستند للمنطق السياسي والإستراتيجي.

وشدد على أن أمريكا وبريطانيا لن تسمحا بحرب في مضيق جبل طارق، وأزمة جزيرة ليلى: بيريخيل سنة 2002. خير دليل على ذلك.

وسبق لوسائل الإعلام الإسبانية أن نشرت مقتطفا من تقرير للمركز الوطني الإسباني ـ المخابرات الإسبانية ـ تم رفعه إلى رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز تحت عنوان: سحابة حمراء فوق سماء مدريد حذر حذر فيه من التقارب العسكري بين تل أبيب والرباط، وأشار التقرير إلى أن تقارب الدبلوماسية المغربية واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أغلق جميع أبواب الحوار في وجه مدريد بأروقة الإدارة الامريكية.

وتسعى الرباط لاستراتيجية الخنق الإقتصادي عن طريق الحصار الذي فرضه على سبتة ومليلية المحتلتين من قبل إسبانيا، وذلك بإغلاق المعابر الحدودية ووقف التهريب المعيشي بالإضافة إلى توسيع سياسة الموانئ التي فرضها المغرب على إسبانيا من خلال توسيع ميناء طنجة المتوسط وجعله الميناء الوحيد كخط بحري في مدينة سبتة، ناهيك عن ميناء الناظور كنوع من الحصار الخانق الذي فرضه المغرب على مدينة مليلية المحتلة، وهو ما جعل حاكم مليلية إدوارد ودي كاسترو يخرج بتصريح في شهر يونيو الفائت: أن المغرب في طريقه للنمو ولكن ليس على حسابنا.

ويتسع التوتر يوما بعد يوم بين المغرب وجارته الشمالية، وذلك بعد أن قررت الرباط إقامة مزارع أسماك في الجزر الجعفرية، وهو ما أُثار قلق مدريد.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد