لنتضامن مع الدولة..


يونس مسكين- قبل النطق بالحكم في قضية الصحافي سليمان الريسوني ليلة الجمعة الماضية، كنا نخاف عليه. كنا نخاف عليه من مطرقة وسندان، مطرقة إضراب قاس عن الطعام قد يزهق روحه في أية لحظة، وسندان محاكمة لم نلمس في أطوارها أيا من مؤشرات العدل… لكن بعد صدور الحكم، أصبحنا نخاف على الدولة.

ما حصل في قضية سليمان الريسوني أكبر من مجرد ظلم، أكبر من مجرد مسطرة غير سليمة، وأكبر من مجرد فرد سلبت حريته وبراءته، ما حصل نكبة في حياة دولة استبيحت قوانينها ومكتسباتها ومقومات ثباتها واستقرارها.

حين يظلم فرد منا يجوز لنا أن نخاف، أما حين تستباح الدولة في ثوابتها فمن واجبنا أن نخاف. ولمن يجهل الفرق فإن الدولة ليست هي السلطة، هذه الأخيرة تصيب وتخطئ، تأتي وتذهب، أما الدولة فمفروض فيها أن تدوم، أن تترفع، أن تثبت.

كلام لن يفهمه باعة الوهم ممن حفروا الفخ لمواطنهم وأعانوا السلطة في دفنه حيا، هؤلاء لا يفقهون أكثر مما يصل إلى حساباتهم وبطونهم. بعد الذي جرى لم يعد سليمان أولى بالتضامن، بل علينا أن نواسي دولتنا في هذا الذي يصيب دستورها وقوانينها ومؤسساتها. علينا أن نتضامن معها ونواسيها ونصرخ في وجهها أن انتبهي إلى نفسك. لا نريد أن يأتي علينا يوم يقارن فيه البعض دولتنا بدول اقتنصت الذئاب لحظات استباحتها لحقوق وحريات وأرواح مواطنيها لينهالوا عليها بالمعاول من الداخل والخارج.

- إشهار -

دولة بدون دستور فعلي وقوانين نافذة ومؤسسات قائمة، هي دولة عارية، دولة مستباحة.لا نريد أن نتفرج على دولتنا والبعض يجرّدها من رداء المشروعية والحق في احتكار العنف والإكراه، لا نريد أن نتفرج على بيتنا وهو ينسف…لنتضامن مع الدولة..

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد