بناء المجتمع الديمقراطي


محمد توفيق القباب – لا يخفى الدور الهام و الحيوي الذي يجب أن يلعبه المجتمع المدني في ترسيخ و تطوير أسس قيام المجتمع الديمقراطي. فالمجتمع المدني القوي يعمل على توحيد الإرادات و المسارات في مواجهة مظاهر الانحراف و الفساد و من أجل الدفع بمسلسل الإصلاح و التقويم في شتى المجالات و يتفاعل مع مختلف القضايا و المشاكل المجتمعية و يطرح الحلول و المبادرات لمعالجتها على نحو يساعد على الحد من آثارها و تداعياتها السلبية على المواطنين و على ممارستهم للمواطنة السليمة و التي تنسجم و الهوية الوطنية و الإنسانية بما يقتضيه ذلك من دفاع مستميت عن قيم و مثل الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و حقوق الإنسان و سيادة القانون ..

والمجتمع المدني المتشبع بهاته القيم مطالب بأن يواصل أدواره و هو في أتم ما يكون شعورا بمسؤوليات الساعة و بمهامه التطوعية لإنجازها و الاضطلاع بها و أن يشكل قوة نقد اجتماعي تتحلى بالشجاعة و المكاشفة في التعبير عن قضايا المجتمع و اهتماماته و تطلعاته و تحرص على ممارسة الحقوق و الحريات و القيام بالواجبات و ليعيش المجتمع في جو يبعث على الطمأنينة و الرضا.

المنظمات و الجمعيات المدنية الجادة و المناضلة تشكل فضاء أساسيا لتدريب المواطن على الممارسة الديمقراطية وإعمال الفكر الديمقراطي و تأهيله ليتبين ويمارس حقوقه و واجباته كإنسان و كمواطن وهو ما يساعد على إحراز تقدم اجتماعي ينعكس إيجابا على المواطنين و على مستوى اختياراتهم السياسية و يجعلهم أكثر استعدادا للعمل السياسي و الانخراط فيه.

و الفاعل السياسي مطالب بدعم جهود المجتمع المدني و تعزيز أدواره و قدراته و مجالات عمله و الدفاع عن مجتمع التعددية القائم على التكافئ و الحوار الذي يضمن حرية الفكر و التعبير و النقد و تثمين المشاركة المدنية و السياسية للمواطن و توسيع دائرة الحقوق و الحريات و ضمان ممارستها الفعلية و تحصين القيم الحقيقية للمجتمع المغربي و دعم القدرات الاجتماعية و الاقتصادية للمواطنين لجعلهم قادرين على ممارسة حقوقهم السياسية و مكافحة الحواجز التي تفصل بين أبناء المجتمع الواحد و ضمان المساواة في الفرص و التقليص من الفوارق الاجتماعية ومن التفاوتات الكبرى في الدخول المالية و للحد من الفجوة التي تتسع يوما بعد يوم بين طبقة غنية تستفيد أكثر و طبقة تزداد فقرا و عناء .

- إشهار -

و هو في كل ذلك سواء من موقعه كأغلبية أو معارضة مسؤول عن ضمان الشفافية في كل مبادراته و أعماله والارتقاء بالممارسة السياسية إلى مستوى تمتلك معه أساسها الأخلاقي و تفضح الممارسات الفاسدة و تعمل على مسائلتها و محاسبتها و تتوخى الموضوعية في التقييم و التحليل و التعامل مع الأزمات و الأحداث دون الركوب عليها لتبرير الاخفاقات أو عدم الوفاء بالالتزامات .

تحقيق مجتمع الديمقراطية يحتاج إلى فكر ديمقراطي يمارس الحياة المدنية و السياسية في نطاق المشروعية و من أجل توحيد المجتمع على أسس ممارسة ديمقراطية سليمة ينعم فيها المواطن بممارسة حقوقه كاملة كقيمة عليا لوجوده و حريته و تزداد فيها آماله في حياة كريمة تسودها العدالة و يعمها الأمن الاجتماعي.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد