الشمس تسطع من “قصر السوق “انتصارا لكل القوى الحية التواقة لإزاحة الجمود


ليس فقط لأنها شمس بصمت شهامتها على استعادة الاصطفاف في عرين القوات الشعبية الذي طالما كان منبرا للكادحين وكل الصادقين من التواقين إلى التحرر والانعتاق…

وليس لأنها شمس حَملةٍ نظيفة للاتحاديات والاتحاديين من شرفاء أيت خباش؛ أهالينا المشهود لهم بالصدق والوطنية حتى أن بطولاتهم العصماء ما تزال حية بذاكرة هذا الشعب الأبي؛ حيث بصمت باستحقاق على فوز مستحق لرفيقنا حميد نوغو سليل المقاومة والبطولات التي لا تنضب أبدا …

إنه انتصار لكل القوى الحية التواقة إلى إزاحة الجمود على درب السياسة بربوع جهة مقصية من كل شيء سوى من شهامة بناتها وأبنائها الأشداء كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، تضامنا وتآزرا …

فألف هنيئا على نجاح ثورة بيضاء على الانحباس السياسي، والانحصار التنموي الذي عِشناه لمدة عقد من زمنٍ تفاصيله عجافٌ حتى أننا لم نعد نميز فيها بين طموح مشروع في التغيير، ومحاصرة يقيمها ديناصورات الاحتكار درءًا للتجديد …

إنه لعمري انتصار مستحق لكل الفعاليات التي تحمّلت معارك ضارية، على واجهة المجالس الترابية محليا وإقليميا وجهويا على أشلاء حقوق المنطقة في تنمية تجفِّف منابع الحكرة التي تطول …

وعلى مستوى الدفاع الحضاري عن حقنا جميعا في التغيير في مواجهة الحَجْر الانتخابي المفروض على مجتمع محلي بسيط في كل شيء. يتوق إلى التحرر من قيود النمطية مُشرئبا إلى غذ أفضل قوامه التغيير استجابة لتطلعات السواد الأعظم من بني جلدتنا، من الديناميات الشعبية الجماهيرية المنخرطة في الحركة التصحيحية في عرين الإتحاد؛

تلك المدرسة التي قدمت الشهداء و خلّدت أسماءهم في أرشيف الشعب دفاعا عن قيم التحرر والمصالحة بمداد من اعتزاز ..

إنه تحدًّ عنيد وصادق يولد كالفينق صاخبا صنديدا من عمق “أماغا” وحوض غريس وزيز وبينهما فركلة يلتقيان ليربكوا جميعا متحالفين حسابات الليل الذي يُرخي سدوله حيفا وحكرةً تحت أشعة القنديل الزائفة يحسبه الظمآن ماء فإذا جاءه وجد اليأس مكانه فوفّاه حسابه…

إنه عنيد وعصي جدا، قد يغفل لحظة، لكنه ينهض لحظات، وقد يغفل حينا لكنه متأهب أحيانا حين يتعلق الأمر بالمصلحة العامة التي يقدرها شرفاء أسامر، الذين يجددون الروح في فكرة الممانعة نصرا مبينا مستحقا على درب مسيرة الألف ميل التي بدأها حميد بفضل وفاء جنود الوفاء للخط الديموقراطي الإصلاحي من داخل الإتحاد …

حقا إنه انتصار سيكون له لا مراء ما بعده من حسابات ستربك مخططات الليل وستستعجل قدوم الفجر حاملا بالورود ربيعا يؤكد أن الظلام مهما نجح في قطف وردة واحدة فإنه لن يفلح في منع زحف الربيع…

إنه ربيع الإرادات الحرة لأهالينا الشرفاء قوى حرةً تنفجر حبا للوطن ترسمه ألف باقة وردة بألوان الأمل نبضا يدقُّ مطامح المواطن المقهور الذي يرفض استصدار إرادته بالمال أو بالعقيدة كما يجنح بؤس القولبة والتنميط …

إنه انتصار كذلك يمكن التأسيس عليه والمراهنة عليه للتخلص من مواجهة زائفة فرضت على القوى الحداثية والتقدمية بالبلاد طيلة ولايتين متتاليين، بما جعل قدر أسامر الركون إلى خيوط الظلام حينا من زمن مأسوف، قبل أن ينبلج الدجى ورديا على خطى الشهداء الذين عشقوا الوطن منذ أولى الملاحم مع رموزنا بصاغرو الشامخ، وببادو الأبي وبكل مواقع الممانعة؛ روحا واحدة تذكرنا أن البطولات لا تليق إلا بأصحابها، وأن من أعتاد على النصر لن يقبل الهوان مهما تواطأ المال وجنح الظلام لاغتيال السياسة في مقصلة الإحباط..

إنه انتصار على شاكلة مسؤولية جمة تقع على كتف كل أحرار وشرفاء أماغا وغريس وفركلة وزيز تحديدا، وأسامر عموما لرسم الأفق بألف لون أقحواني بالوردي كلون الشهداء بأرض الكرم والصدق رغم تقلبات الزيف من مال ومن ظلام حالك، كالحكرة المزجاة بكثير من استصغار الشرفاء من أبناء أسامر المعطاء، ولعلها كذلك فرصة تؤرخ بمداد من اعتزاز بالذات الجمعية على درب الكبار لنصدح جماعيا بصوت جوهري يخترق سياجات البؤس؛

- إشهار -

كفى …

كفى…

براكا…

براكا …

كفى وبراكا من الاحتباس الديموقراطي بترك الساحة شاغرة للانتهازيين والوصوليين وجحافل الأميين والأفاكين، كفى وبراكا من ترك المؤسسات عُرضة للتبخيس بين مخالب لصوص التنمية من قناصي الفرص على أنقاض حقوق الأسامريين في غد مشرق وواعد. وألف مرة كفى وبراكا من جعل أسامر خزانا للكراسي الفارغة بما يخدم رهانات صعاليك التفشيل والتخريب بأسلحة الصمت اللعين.

والأهم، سيداتي سادتي، إمدوكال تمدوكال، الرفاق الرفيقات.. هو أن نقول معا للآخر، إن عشر سنوات كانت كافية لتستوعب الجماهير الشعبية فجوة التناقض بين خطابكم وأفعالكم، وكبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون..

لقد أصبحتم في عداد الماضي الذي لا يعود، ومسح الطاولة بكم يليق؛ لعلنا نستيقظ من كابوس أربك حلمنا الجماعي في غد أفضل، مرحلة عصيبة من الندم تحمَّلها الشرفاء هنا لكنها كانت ضرورية لكشف اللثام عن خذلانكم ومن أجل اليقين أنكم لا تصلحون للحاضر ولا لبناء المستقبل، وحتما العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ورحم الله المقريزي.

وختاما أصرخ كواحد من أبناء أسامر الذي وُلد من رحم بطولات صاغرو وبادو وكل ملامح الشموخ أنني فخور بشرفاء أماغا وغريس وزيز وفركلة وكردوس وكل جغرافيات الشرف عموما وبصناديد خباش تحديدا، وألف تهنئة مني للفائز حميد.

ومعا على درب التغيير بعرين الإتحاد مدرسة لا تبور مهما ارتفع ضجيج المال والدين، مؤكدا للجميع أنه لا يصح إلا الصحيح، وهي فرصة لأدعو كل الأسامريين إلى رص الصفوف لمزيد من النجاحات مستقبلا …

ومدرسة الاتحاد تليق بكم جميعا لنصدح بالخزي والعار لكل من أهدر حق أسامر في تنمية مُنصفة، وتحية شموخ لرمال الجنوب الشرقي التي تفوح منها نكهة الحكرة تحت ضربات مصاصي دماء الأمل من جحافل الانتهازين.. وألف مرة كفى وعبر فوز حميد / الإتحاد نهمس في أذن البائسين؛

“ارحلوا عن الجغرافية السياسية لأسامر، فأنتم لا تفقهون في تضاريسها ومناخها، وتجهلون جبالها وهضابها ورمالها، فهنا ترقد جثامين الشهداء، وهنا كانت “لجماعت”، و”أمغار” و”إنحكامن” و”إزرف”، وهنا يواصل حفدتهم معركة التحرير على رمالنا المقدسة مثل قدسية شهدائنا الأبرار”..

*محامي بمكناس خبير في القانون الدولي ونزاع الصحراء.

أعجبك المقال؟ شاركه على منصتك المفضلة..
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد